لقد رحلوا
بيد أنه لم يرحــل..!
جلس ليعين ويعيد بناء القصر كي يقف شامخاً أمام رياحٍ عواتي
كلهم رحلوا بيد أنه لم يرحل
كلهم حطموا وعبثوا .. ولم ييأس في إعادة البناء
هم أحرقوا وعاثوا وهو يعيد الطلاء لسابق عهده بل وأفضل ..
كان مكان صغير يحويهم فأصبح أرض خاوية خربـة إلا من جراحهم
والآن باتَ قصرٌ شامخ !
القصر قلبي وهم الضيوف ..!
وهي (صاحبة القصر )
هل عرفتم لماذا أحبها ولا أبغضهم ؟!
هم يغرقوني بجميل الألفاظ .!
أما هي
فـ ليست تملك الوقت الكافي للكلام
لأنها تعمل بصمت
تفعل ولا تقول
ويقولون فلا يفعلون ..
عندما تغربت بعيداً وخلت بي السبل
لم أعرف أحد ولم ألتقِ بأحدٍ
أظلمتْ هذه الدنيا بعيني
فلا أرَ منها شيئاً
مشيتُ كالأعمى يقاد على وجهه
قبل أن أتغرب
كنت أعرف الكثير عن من هم في بلد الغربة ومن ظننتهم أحباب
ويرغبون بي حقاً
لكنني حين تغربت وبدلا عن سؤالهم عني
ومحاولة كشف الضرعني
لم أرَهم .. ولم أسمع حسيساً لهم .
بحثت عنهم بدلاً عن بحثهم عني
أحببتُ لقياهم ..
ولم أرَ لهمُ من أثرا!!!!!!!
تدثرتُ بصمتي ..
ولم يعلم مابي غير( ربي )
و(هي )تحس بي
فجأة وبلاسابق إنذار
وجدتها أمام بيتي .. قطعت مئات الأمتار
لا لشيء !!!!
قطعت أمتار من أجل ماذا ؟!
من
أ
ج
ل
ي !!!
سعدت بلقائي كما سعدت بها
أحبتني كما أحببتها
لم تحملها المصالح ولا غيرها
حملها الحب الصادق في الله
أرى فيها مصداق حديث رسولنا عن المتحابين فيه كما أراكم أمامي.!
تتجسد فيها معاني الأخوة والحب والصدق
البذل والتضحية
أذكر عندما توقف إيميلي عن الخدمة
وبمجرد أن عرفت ذلك وخلال ثوانٍ قليلة وجدت إيميلاً جديد يحملُ اسمي !!
وهبتنيها من غير حول مني ولا قوة !!
ليس هذا وحسب فماخفي كان أشد وأعظم
لا يمكن أن أبدأ حديثي عنها وحولها فأستطيع أن أختم !
أختم بماذا وكيف ؟! وأنا لم أبدأ بعد .!
يصعب علي ذلك والله
كما يصعب عليكم مجاراة الخيال
يارب أكتب أجرها وأجزها عني خير الجزاء
أنت وحدك القادر على هذا .!