بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم اخواني و اخواتي
عرف الانسان منذ بدايته الاولى في الحياة على الارض المشاكل التى استمرت و لم تنتهي حتى عصرنا الحالي ، و ان كانت البداية الاولى متعثرة في حقيقة الامر فانها استمرت جدورها في صلب الانسان من المعصية و الخطيئة ،و لو كان هناك تنزيل من السماء في رواية القصة التى اخرجت الاباء الاولون للبشرية من الجنة الى الارض قوله سبحانه و تعالى"و قلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو و لكم في الارض مستقر و متاع الى حين "و قوله "قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين" اي نزول من نعيم ابدي الى البحث و السعي في الدنيا و الى الامتحان و الاختبار حتى نيل الاستحقاق في النعيم او الجحيم ،و بداية تشكل المجتمع من اللبنة الاول و النواة الى الشكل و التجمع البشري على الارض و بداية المشاكل التي التى ادت البشرية ثمنها و ان لم ندفع الثمن جميعا فيا ترى من يدفع ثمن الخطيئة و المعصية (الذنوب ) في الدنيا قبل الاخير ة من الناحية الدينية؟، و من يدفع ثمن الجريمة في القانون؟
القصة كما يعرفها الجميع هي البداية الاولى في الجنة و كذا النزاع الذي وقع في البداية بين هابل و قابل في الارض و استمر بين ذرية ادم و انتج العداوة و البغضاء الانسانية ، فاذن ان الخطيئة هي طبيعة ذاتية للانسان متماشية مع عنصر المعصية في كون الانسان قد يسقط في عدم الامتتثال الى الاوامر الالهية و يخضع لقوى الشر الابليسية( المتمثلة في الاغواء ) و قوة النفس الامارة بالسوء (الطبيعة الذاتية لنفس البشرية المتثمتلة في المعصية) ، و ان هذان الامران يشكلان منبع العداوة و البغضاء التي تنبعث منها ظواهر اخلاقية متجلية في العداوة و البغضاء في الذات الانسانية التى تبحث لذاتها عن جبر الضرر او المنفعة الذاتية ، و ادرج هنا هذا المقتطف " ان نظرة عابرة لحالة البشرية كلها قبل بعثة المصطفى صلى الله عليه و سلم تعطينا صورة قاتمة لحالة ذلك المجتمع البائس في جميع شؤون حياته ،ذلك المجتمع الذي كان يسوده الاضطراب ،عداوة و بغضاء ،و انحطاط اخلاق و سلوك ،و لا حق فيه للضعيف و انما الحق فيه للقوي الغالب،اما الضعيف المغلوب فهو مستعبد ممتهن ،..." لفضيلة الدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
ان من يدفع ثمن الخطيئة في نظري هو ذاك العضو الضعيف داخل المجتمع الذي يصاب بالانحرافات السلوكية لباقي اعضائه المستقوين الذين استبدوا بحقه و انصاغوا الى قوى الشر و النفس الامارة بالسوء فأباحوا لنفسهم حقوق غيرهم ، و كانت قوتهم تتجلى في الاستقواء على ضعاف المواجهة و كانوا هم اصلا ضعاف نفوسهم لم يستطيعوا ابقاء تلك القوى خارج السيطرة بل هي من سيطرة عليهم و جعلتهم ينزلوا من مراتب الى مراتب اخرى دنيا ، و ارتكبوا المعصية في حق اخوهم الانسان ، بقوة العداوة التي انبثقت من قوى الشر و النفس و الحق الضرر بالإنسان و بالتالي المجتمع ككل .
ان من يدفع ثمن الجريمة في القانون هو المجرم اي ذاك الانسان الذي ارتكب الفعل الجرمي في حق اخوه و اعتبره القانون جرما معاقب عليه بنص و بالتالي يعاقبه المجتمع كفرد من افراده و باسم هذا المجتمع يعاقب ، لكن في الاصل يدفع الثمن ذاك الانسان الذي لحق به المجرم الضرر و لا يمكن جبر ضرره بقانون ، و بالتالي فان دوافع الجرم تكون متنوعة و مختلفة حسب المدارس العلمية التي ترتبط بالقانون الجنائي و لا يتسع المجال لذكرها.
و العداوة هي الخصومة و معادة و هي كره و خصام ، تباعد القلوب ، عكسها صداقة و هو تعريف لغوي بسيط بمعنى ان العداوة خلق انساني اجتماعي يدمر الانسان بعكس الصداقة و الاخوة و البغضاء هي الكره و الاشمئزاز و هي ضد الحب و بغض البشر هو كره الجنس البشري .
ان الكلمتان هي من الصفات المدمومة في الانسان و هي نابعة من سلوكات منحرفة يبغضها الانسان لنفسه و تنتج اثار وخيمة على البشرية جمعا من ظلم و جرم و تنتج بالتالي سلوكات منحرفة ، تصيب المجتمع بالانحطاط و التخلف كيفما كان و ترمي بها في براثين الجريمة و الاستبداد ، يسببها الانسان و يدفع ثمنها الانسان و المجتمع ، حاربها دننا الحنيف و الف الله قلوب الناس بنعمة الاسلام .
و هي الصراع الدائم في الارض في حقيقة الامر بين قوى الخير و الشر بين طبيعة الانسان و مكوناته الذاتية المختزلة في سلوكاته و التى تدخل في السلوكات لالاجتماعية الاخلاقية التى تساهم بدورها في النهوض بها الى قوى الخير او الرمي به في قوى الشر من كوارث انسايسة و ازمات (حروب ،استعباد...) تنزل من مكانة الانسان العليا الى اسفل السافلين و كذا معه المجتمع .
في الاخير فان هذه الكتابة هي صورة ملخصة و فضفضة حاولت من خلالها طرح موضوع لمشاركة فيه ،تاركتا في ذهني و ذهنكم اشكالات .
فما هي العداوة و البغضاء في نظركم؟
اين تتجلى سلوكات افراد المجتمع فيها ؟
كيف ترون الظاهرة و جوانبها داخل المجتمع ؟
ما رايكم في الموضوع ؟
الرئيسية 
